How حوار النخبة can Save You Time, Stress, and Money.



محمد سليم العوا: النخبة في اللغة هم صفوة القوم وقادتهم وخيارهم وأنا لقيت في لسان العرب أن الانتخاب لاختيار صفوة وليس لاختيار لأي أحد، قال ابن منظور "ومنه النخبة" وجاب حديث لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيقول "وخرجت مع النخبة". يعني ما خرجش مع عامة المسلمين الصغيرين اللي أسلموا امبارح اللي جايين من أوشاب القبائل، لا، خرج مع النخبة مع الكبار من المهاجرين والأنصار، وجهاء القوم. لكن المصطلح تحول مع الزمن طبعا من القادة والصفوة والخيار إلى ذوي الجاه والسلطان فبقيت النخبة هي اللي عندها فلوس بقيت النخبة هي اللي بتحكم بقيت النخبة هي اللي لها سلطة في المجتمع تأمر وتنهى فتطاع فيما تأمر فيه وتنهى، وبين مرحلتي المصطلح الأصلي والتغير المعاصر جاء لنا مرحلة في القرنين التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كنا بنعرف الأعيان، وفي تاريخنا القديم زي ما قلنا قبل البرنامج ما يبدأ، كتاب "وفيات الأعيان" لابن خلكان، هذا الكتاب ليس فيه تراجم الأغنياء ولا تراجم الحكام، فيه تراجم للفقهاء والعلماء والقراء وحفظة القرآن والمحدثين والمفسرين بل والمشتغلين بالفنون من الرسم والموسيقا إلى آخره، دول الأعيان الذين يعرفون لذواتهم.

اليوم، ومع تسارع خطوات توسيع التعاون بين السودان وروسيا بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، تثور أسئلة عدة حول مدى نجاح هذا التقارب وتجاوزه للمخاطر المحيطة به.

أود أن أسالكم ماذا تقصدون بمصطلح "النخبة"؟ وكيف يمكن التمييز بين من تطلق عليها "النخبة التقليدية" و"النخبة الجديدة"؟

ومن جانب آخر؛ تمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من مراكمة مجموعة من القرارات التي تؤكد الاهتمام الدولي المتزايد بهذه القضية والتي وصلت إلى حد استعمال القوة العسكرية لأغراض مرتبطة بتثبيت الديموقراطية؛ مثلما هو الشأن في هاييتي في بداية التسعينيات من القرن المنصرم، أو التدخل لأغراض إنسانية مثلما حدث في كل من العراق أو الصومال في بداية التسعينيات من القرن الماضي..

إن الحديث عن النخب السياسية في الأقطار العربية يقودنا إلى ضرورة التمييز بين نخب فاعلة تحكم وتملك سلطة اتخاذ القرارات الحاسمة وتستأثر بالمراكز الحيوية داخل الدولة؛ وتوظف الدين والإعلام وبعض الأحزاب وجزءا من فعاليات المجتمع المدني.. لصالحها؛ ونخب لا تحظى بقوة أو سلطة فعلية؛ توجد خارج مراكز اتخاذ القرارات؛ ولا تملك إلا مواقفها؛ وفي كثير من الأحيان تكون بدورها تحت رحمة النخب الحاكمة التي شاهد المزيد تفرض عليها واقعا سياسيا ضيقا من حيث إمكانية الاحتجاج أو المناورة.

ظروف توسع المغول باتجاه العالم الإسلامي: وكان من أثر ازدياد الخلافات التي جرت بينه وبين الخليفة، أن ذهب هذا الأخير على الاستعانة بالمغول ليشغل بهم السلطان الخوارزمي حتى يأمن شره ويبعده عن العراق.

سلام الكواكبي: هم يستغربون سيطرة التيارات الدينية على شارع من شوارع الثورة، ويعلم الكثيرون أن هذا لم يأت من فراغ، ولكن من الطريقة التي تعاملت بها النخبة التقليدية.

سلام الكواكبي: اللغة وسيلة وليست هدفا؛ لا أقول إنّه يجب أن يتّجه المفكّرون والكتّاب إلى اللغة العامية واللهجات الدارجة على اختلافها بالطبع، ولكني أرى أنّه يجب التبسيط في اللغة والمصطلحات المستخدمة لإيصال الرسالة للعامّة، وهنا أعود لأذكر عبد الرحمن الكواكبي عندما كتب "أم القرى" أو "طبائع الاستبداد"، فهذا الكتاب الأخير الذي لا يستطيع عالم اجتماع إنكار أهميته بإمكان طالب المرحلة المتوسطة من التعليم فهمه كذلك، بسبب اللغة البسيطة التي كتب بها.

وهنا نأتي مرة أخرى للتيارات الدينية، فهذا الجو من الفراغ لمجتمع مدني حقيقي ساهم في انتشارها وتغلغلها. فلم تجد تلك التيارات أمامها مجتمع مدني قوي يؤمن بأنّ "الدين لله والوطن للجميع"، وصار العمل على الدين هو أساس التحول الديمقراطي في هذه الدولة. فمثلًا قد تم إقناع الناس في مصر بأنّ الديمقراطية هي صناديق الاقتراع متغافلين أنّ التشاورية وإدماج الفرق السياسية هي جزء أساسي من العملية الديمقراطية.

وهنا مرة أخرى، تفسح "النخبة التقليدية" المجال للتيارات الدينية لاستغلال طاقة هؤلاء الشباب، فقد استغلت هذا الخلاف وتم التفاعل مع عدد من هؤلاء الشباب الثائر مرة أخرى.

وعلى قادة "تقدم" الذين يعملون كمقاول للمشروع الأجنبي مراجعة أنفسهم والنظر فيما حل بالشعب نتيجة اصطفافهم مع مشروع أجنبي ونصرتهم لمليشيا ضد جيش بلادهم الوطني، وإذا ما اتهموا الجيش بأنه مسيّس فليتذكروا أنه خطأ ارتكبته كل الأحزاب السياسية منذ الاستقلال، ولكن علاجه ممكن.

وفيما عدا هاتين الكتلتين تحاول بقية النخب الأخري أن تجد لها موطئ قدم في المشهد المهترئ ولكنها واقعة بين مطرقة إقصاء كتلة الحرية والتغيير وسندان عدم الطمأنينة من مواقف المجلس السيادي الذي يساندونه ..

ولأن النخبة السودانية تجيد إعادة أخطائها وبطرق أكثر كارثية كل مرة فإنها لم تفتح بصيرتها لتري أن ما جري ويجري في البلاد هو عينه الذي يجري في البلدان من حولنا وفق خطة ماكرة وثابتة تقوم علي إبعاد القوي الإجتماعية الأكثر تماسكا وتمكين فئات أخري إما مذهبية أو غريبة عن المجتمع والعمل علي تحطيم الجيش الوطني وإشعال النزاعات المذهبية او الطائفية او العرقية ، ويتم كل ذلك تحت توفير الغطاء الدولي عبر المبعوثين الذين بلغ عددهم في ليبيا حوالي عشرة مبعوث أو المبادرات التي تعمل علي إطالة أمد النزاع وإستنزاف ثروات البلد المعين وإفقار أهله ..

لقاء فكريّ في موضوع كيف نقاوم التّطرّف والتّعصّب والإرهاب الجلسة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *